أما الفرق بين الإسلام والإيمان:
فيجب ان نعلم ان كل ايمان أسلام وليس كل اسلام ايمان لان الايمان هوة التصديق والاسلام هو الانقياد .
ودليل ذلك قوله تعالى ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبكُمْ ﴾
فقد نفى الله عزوجل عنهم الإيمان وأثبت لهم الاسلام وهذا يدل على صحة وجود الفرق بين الاسلام والايمان ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى الإسلام فقال : « أن تسلم قلبك لله ، وأن تولي وجهك لله ، وتؤتي الزكاة المفروضة »
« وسأل رجل الرسول صلى الله عليه وسلم : ما الإسلام ؟ قال : أن يسلم قلبك لله ، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك . قال : أي الإسلام أفضل ؟ قال : الإيمان . قال : وما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت »
وذهب الخوارج إلى أنه لا فرق بينهما أبداً ، فهما شيء واحد ، فالإسلام هو الإيمان .
واستدلوا بأدلة منها:
قوله تعالى ﴿ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمؤْمِنِين ( 35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ وهو بيت سيدنا لوط عليه السلام فقد سماه الله مؤمناً ومسلماً.
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هل تدرون ما الإيمان بالله ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وأن تؤدوا خمساً من المغنم "
الرد عليهم:
بأن الآية لا دليل فيها على انه لا فريق بين الإسلام والإيمان؛ فنحن نعلم ان كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن ، فقد سماء الله نبيه لوط عليه السلام مسلما لان لوط علية السلام من المؤمنين وأذا حملت الامرعلى هذا استقامت لك تاويل الاية .
وأصل الإيمان : التصديق ، وأصل الإسلام : الاستسلام والانقياد ؛ فقد يكون المرء مستسلما في الظاهر ، غير منقاد في الباطن ، وقد يكون صادقا في الباطن غير منقاد في الظاهر .
اما رواه مسلم عن النبي صلى الله علية وسلم عند اخبارة لأصحابه رضوان الله عليهم عن معنى الايمان بان الايمان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وأن تؤدوا خمساً من المغنم ،لان المرء ذا أقر بالله تعالى وبرسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولم يعمل بالفرائض ، لا يسمى مؤمنا بالإطلاق وليس لانه لايوجد فرق بين الاسلام والايمان .
وقال الشيخ الإمام أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - : قوله صلى الله عليه وسلم : الإسلام : " أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، والإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال : هذا بيان لأصل الإيمان ، وهو التصديق الباطن ، وبيان لأصل الإسلام وهو الاستسلام والانقياد الظاهر ، وحكم الإسلام في الظاهر ثبت بالشهادتين ، وإنما أضاف إليهما الصلاة والزكاة ، والحج ، والصوم ، لكونها أظهر شعائر الإسلام وأعظمها وبقيامه بها يتم استسلامه ، وتركه لها يشعر بانحلال قيد انقياده أو اختلاله ، ثم إن اسم الإيمان يتناول ما فسر به الإسلام في هذا الحديث وسائر الطاعات لأنها ثمرات للتصديق الباطن الذي هو أصل الإيمان ، ومقويات ومتممات وحافظات له ، ولهذا فسر صلى الله عليه وسلم الإيمان في حديث وفد عبد القيس بالشهادتين والصلاة والزكاة وصوم رمضان وإعطاء الخمس من المغنم . ولهذا لا يقع اسم المؤمن المطلق على من ارتكب كبيرة ، أو بدل فريضة ، لأن اسم الشيء مطلقا يقع على الكامل منه ، ولا يستعمل في الناقص ظاهرا إلا بقيد ؛ ولذلك جاز إطلاق نفيه عنه في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن " واسم الإسلام يتناول أيضا ما هو أصل الإيمان وهو التصديق الباطن ، ويتناول أصل الطاعات ؛ فإن ذلك كله استسلام . قال : فخرج مما ذكرناه وحققنا أن الإيمان والإسلام يجتمعان ويفترقان ، وأن كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا . قال : وهذا تحقيق وافر بالتوفيق بين متفرقات نصوص الكتاب والسنة الواردة في الإيمان والإسلام التي طالما غلط فيها الخائضون . وما حققناه من ذلك موافق لجماهير العلماء من أهل الحديث وغيرهم
فيجب ان نعلم ان كل ايمان أسلام وليس كل اسلام ايمان لان الايمان هوة التصديق والاسلام هو الانقياد .
ودليل ذلك قوله تعالى ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبكُمْ ﴾
فقد نفى الله عزوجل عنهم الإيمان وأثبت لهم الاسلام وهذا يدل على صحة وجود الفرق بين الاسلام والايمان ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى الإسلام فقال : « أن تسلم قلبك لله ، وأن تولي وجهك لله ، وتؤتي الزكاة المفروضة »
« وسأل رجل الرسول صلى الله عليه وسلم : ما الإسلام ؟ قال : أن يسلم قلبك لله ، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك . قال : أي الإسلام أفضل ؟ قال : الإيمان . قال : وما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت »
وذهب الخوارج إلى أنه لا فرق بينهما أبداً ، فهما شيء واحد ، فالإسلام هو الإيمان .
واستدلوا بأدلة منها:
قوله تعالى ﴿ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمؤْمِنِين ( 35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ وهو بيت سيدنا لوط عليه السلام فقد سماه الله مؤمناً ومسلماً.
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هل تدرون ما الإيمان بالله ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وأن تؤدوا خمساً من المغنم "
الرد عليهم:
بأن الآية لا دليل فيها على انه لا فريق بين الإسلام والإيمان؛ فنحن نعلم ان كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن ، فقد سماء الله نبيه لوط عليه السلام مسلما لان لوط علية السلام من المؤمنين وأذا حملت الامرعلى هذا استقامت لك تاويل الاية .
وأصل الإيمان : التصديق ، وأصل الإسلام : الاستسلام والانقياد ؛ فقد يكون المرء مستسلما في الظاهر ، غير منقاد في الباطن ، وقد يكون صادقا في الباطن غير منقاد في الظاهر .
اما رواه مسلم عن النبي صلى الله علية وسلم عند اخبارة لأصحابه رضوان الله عليهم عن معنى الايمان بان الايمان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وأن تؤدوا خمساً من المغنم ،لان المرء ذا أقر بالله تعالى وبرسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولم يعمل بالفرائض ، لا يسمى مؤمنا بالإطلاق وليس لانه لايوجد فرق بين الاسلام والايمان .
وقال الشيخ الإمام أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - : قوله صلى الله عليه وسلم : الإسلام : " أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، والإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال : هذا بيان لأصل الإيمان ، وهو التصديق الباطن ، وبيان لأصل الإسلام وهو الاستسلام والانقياد الظاهر ، وحكم الإسلام في الظاهر ثبت بالشهادتين ، وإنما أضاف إليهما الصلاة والزكاة ، والحج ، والصوم ، لكونها أظهر شعائر الإسلام وأعظمها وبقيامه بها يتم استسلامه ، وتركه لها يشعر بانحلال قيد انقياده أو اختلاله ، ثم إن اسم الإيمان يتناول ما فسر به الإسلام في هذا الحديث وسائر الطاعات لأنها ثمرات للتصديق الباطن الذي هو أصل الإيمان ، ومقويات ومتممات وحافظات له ، ولهذا فسر صلى الله عليه وسلم الإيمان في حديث وفد عبد القيس بالشهادتين والصلاة والزكاة وصوم رمضان وإعطاء الخمس من المغنم . ولهذا لا يقع اسم المؤمن المطلق على من ارتكب كبيرة ، أو بدل فريضة ، لأن اسم الشيء مطلقا يقع على الكامل منه ، ولا يستعمل في الناقص ظاهرا إلا بقيد ؛ ولذلك جاز إطلاق نفيه عنه في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن " واسم الإسلام يتناول أيضا ما هو أصل الإيمان وهو التصديق الباطن ، ويتناول أصل الطاعات ؛ فإن ذلك كله استسلام . قال : فخرج مما ذكرناه وحققنا أن الإيمان والإسلام يجتمعان ويفترقان ، وأن كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا . قال : وهذا تحقيق وافر بالتوفيق بين متفرقات نصوص الكتاب والسنة الواردة في الإيمان والإسلام التي طالما غلط فيها الخائضون . وما حققناه من ذلك موافق لجماهير العلماء من أهل الحديث وغيرهم