بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دلائل التوحيد
50 سؤالا وجوابا في العقيدة
الإمام/ محمد بن عبد الوهاب
(رحمه الله تعالى)
----------------------------------------------------------------
[س1] ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
ج : معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم.
[س2] من ربك؟
ج : ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه، هو معبودي ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}، وكل ما سوى الله عالم، وأنا واحد من ذلك العالم.
[س3] ما معنى الرب؟
ج : المالك المعبود المتصرف وهو المستحق للعبادة.
[س4] بم عرفت ربك؟
ج : أعرفه بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السموات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن ومابينهما، والدليل قوله تعالى: {ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون}، وقوله تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}.
[س5] مادينك؟
ج : ديني الإسلام، والإسلام هو الاستسلام والانقياد لله وحده. والدليل عليه قوله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}، ودليل آخر قوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، ودليل آخر قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
[س6] على أي شئ بُني هذا الدين؟
ج : بُني على خمسة أركان، أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً.
[س7] ما هو الإيمان؟
ج : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره والدليل قوله تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}.
[س8] وما الإحسان؟
ج : هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والدليل عليه قوله تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
[س9] من نبيك؟
ج : نبيي محمد صلى الله عليه وسلم بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من كنانة، وكنانة من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم، وإسماعيل من نسل إبراهيم، وإبراهيم من ذرية نوح؛ عليهم الصلاة والسلام.
[س10] وبأي شئ نُبئ؟ وبأي شئ أرسل؟
ج : نبئ بأقرأ، وأرسل بالمدثر.
[س11] وما هي معجزته؟
ج : هذا القرآن الذي عجزت جميع الخلائق أن يأتوا بسورة من مثله؛ فلم يستطيعوا ذلك مع فصاحتهم وشدة حذافتهم وعداوتهم له ولمن اتبعه، والدليل قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين} وفي الآية الأخرى: قوله تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً}
[س12] ما الدليل على أنه رسول الله؟
ج : قول تعالى : {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}.
ودليل آخر قوله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً}.
[س13] ما هو دليل نبوة محمد؟
ج : الدليل على النبوة قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}.
وهذه الآيات تدل على أنه نبي وأنه خاتم الأنبياء.
[س14] مالذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم؟
ج : عبادة الله وحده لا شريك له، وأن لا يتخذوا مع الله إليهاً آخر، ونهاهم عن عبادة المخلوقين من الملائكة والأنبياء والصالحين والحجر والشجر؛ كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}، وقوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، وقوله تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون}، وقوله تعالى: {وما خلقلت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
فيعلم بذلك أن الله ما خلق الخلق إلا ليعبدوه ويوحدوه؛ فأرسل الرسل إلى عباده يأمورنهم بذلك.
[س15] مالفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية؟
ج : توحيد الربوبية: فعل الرب؛ مثل الخلق، والرزق، والإحياء والإماته، وإنزال المطر، وإنبات النباتات، وتدبير الأمور.
وتوحيد الإلهية: فعل العبد؛ مثل الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة، والرغبة، والرهبة، والنذر، والاستعانة، وغير ذلك من أنواع العبادة.
[س16] ما هي أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله؟
ج : من أنواعها: الدعاء، والاستعانة، وذبح القربان، والنذر، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة، والمحبة، والخشية، والرغبة، والرهبة، والتأله، والركوع، والسجود، والخشوع، والتذلل، والتعظم الذي هو من خصائص الألوهية.
[س17] فما أجل أمر أمر الله به؟ وأعظم نهي نها الله عنه؟
ج : أجل أمر أمر الله به هو التوحيد بالعبادة، وأعظم نهي نهى الله عنه الشرك به؛ وهو أن يدعو مع الله غيره، أو يقصد بغير ذلك من أنواع العبادة؛ فمن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله فقد اتخذه رباً وإلهاً، وأشرك مع الله غيره أو يقصده بغير ذلك من أنواع العبادة.
[س18] ما المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها؟
ج : الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً؛ فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.
الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان من أقرب قريب.
[س19] ما معنى الله؟
ج : معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
[س20] لأي شئ الله خلقك؟
ج: لعبادته.
[س21] ماهي عبادته؟
ج : توحيده وطاعته.
[س22] مالدليل على ذلك؟
ج : قول الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
[س23] ما هو أول ما فرض الله علينا؟
ج : الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، والدليل على ذلك قوله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم}.
[س24] ما هي العروة الوثقى؟
ج : لا إله إلا الله. ومعنى لا إله: نفي، وإلا الله: إثبات.
[س25] ما هو النفي والإثبات هنا؟
ج : نافٍ جميع ما يعبد من دون الله. ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له.
[س26] مالدليل على ذلك؟
ج : قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون} هذا دليل نفي. ودليل الإثبات: {إلا الذي فطرني}.
[س27] كم الطواغيت؟
ج : كثيرون ورؤوسهم خمسة: ابليس لعنه الله، ومن عُبد وهو راضٍ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله.
[س28] ما أفضل الأعمال بعد الشهادتين؟
ج : أفضلها الصلوات الخمس، ولها شروط وأركان وواجبات؛ فأعظم شروطها الإسلام، والعقل، والتمييز، ورفع الحدث، وإزالة النجاسة، وستر العورة، واستقبال القبلة، ودخول الوقت، والنية.
وأركانها أربعة عشر: القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والسجود على سبعة الأعضاء، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينة في هذه الأركان، والترتيب، والتشهد الأخير، والجلوس له، والصلاة على النبي صلىالله عليه وسلم، والتسليم.
وواجباتها ثمانية: جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، سبحان ربي العظيم في الركوع، سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد، ربنا ولك الحمد للإمام والمأموم والمنفرد، سبحان ربي الأعلى في السجود، رب اغفر لي بين السجدتين، والتشهد الأول، والجلوس له، وما عدا هذا فسنن؛ أقوال وأفعال.
[س29] هل يبعث الله الخلق بعد الموت؟ ويحاسبهم على أعمالهم خيرها وشرها؟ ويدخل من أطاعه الجنة؟ ومن كفر وأشرك به غيره فهو في النار؟
ج : نعم، والدليل قوله تعالى: {زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير}، وقوله تعالى: {منها خلقاناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى}. وفي القرآن من الأدلة على هذا ما لا يحصى.
[س30] ما حكم من ذبح لغير الله من هذه الآية؟
ج : حكمه هو كافر مرتد لا تباح ذبيحته؛ لأنه يجتمع فيه معنان:
الأول:أنها ذبيحة مرتد، وذبيحة المرتد لا تباح بالإجماع.
الثاني: أنها مما أهل لغير الله، وقد حرم الله ذلك في قوله: {قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتاً أو دما مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أهل لغير الله به}
[س31] ما هي أنواع الشرك؟
ج : أنوعه هي: طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم والتوجه إليهم. وهذا أصل شرك العالم، لأن الميت قد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، فضلاً لمن استغاث به، وسأله أن يشفع له إلى الله، وهذا من جهله بالشافع والمشفوع عنده، فإن الله تعالى لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، والله لم يجعل سؤال غيره سبباً لإذنه، وإنما السبب لإذنه كمال التوحيد، فجاء هذا المشرك بسبب يمنع الإذن.
والشرك شركان: شرك ينقل عن الملة وهو الشرك الأكبر، وشرك لا ينقل عن الملة وهو الشرك الأصغر.